نبيل بهوي
عندما سُئل لاعب كرة القدم نبيل بهوي عن نظرته للتدريب والصيام خلال شهر رمضان، كانت الإجابة بسيطة: بالنسبة له فهذا أمر بديهي. لطالما كان من الطبيعي أن يتدرب خلال شهر رمضان وبعد سنوات عديدة من الاحتراف فالأمر أصبح طبيعيا تماما له. يقول إن الكثير من الناس يتحدثون أحيانا عن الأبحاث العلمية حول الصيام وممارسة الرياضة وهل هو أمر جيد أم لا - لكن بالنسبة لنبيل فالأمر أبعد ما يكون عن التعقيد. وإذا تمت إضافة عامل الإيمان في هذه القضية فلن يعود أي شيء آخر مهما.
لقد بدأ كل شيء في نادي الجمعية السكنية غولدراغارين قبل وقت طويل من تحوله إلى محترف. حيث ظهر اهتمامه بكرة القدم ومن هذا المكان أتى لقبه الشهير نبيل غولديش. كان حينذاك هو وأصدقاؤه يلعبون كرة القدم بمجرد أن تسنح لهم الفرصة وعندما كان يذهب إلى موطن والديه المغرب خلال فصل الصيف كان لعب كرة القدم يتم في الشوارع حتى غروب الشمس. انتقل معه حب كرة القدم للسويد ونادي مالارهويدن حيث بدأت مسيرته الرياضية. انتقل بعد نحو سنة إلى نادي هاماربي الذي تغير اسمه لاحقا إلى تيلوس قبل أن يتم اكتشافه وضمه لفريق برومابويكارنا.
بمجرد وصوله إلى برومابويكارنا ترك انطباعا جيدا وسرعان ما شق طريقه إلى الفريق الأول والتألق في عمر 17 عاما. ومع ذلك فلقد كانت السنوات في نادي برومابويكارنا صعبة للغاية. رغم أنه كان في ذروة استعداده إلا أنه لم يتمكن من اللعب. ولكنه سجل 10-15 هدفا في موسمه الأخير مع النادي مثبتا كم أنه كان بارعا في كرة القدم. وتواصلت لاحقا مسيرته الكروية حيث جرى ضمه لنادي آ إي كو الشهير تاركا انطباعا جيدا في كرة القدم السويدية مما أفسح له المجال لأن يشارك في العديد من المباريات الدولية للمنتخب الوطني السويدي. بعد آ إي كو كانت هناك بعض محاولات الاحتراف الدولي في قطر وألمانيا وسويسرا - قبل أن ينتهي به المطاف في آ إي كو مرة أخرى وكان عاملا مساهما في فوز الفريق بالدوري السويدي عام 2018. يلعب حاليا في نادي قطر الرياضي محققا حلم طفولته.
تعلم نبيل منذ صغره أن رمضان جزء مهم من الدين لذا فإن الصيام وممارسة الرياضة في نفس الوقت هو شيء كان يفعله لسنوات عديدة. يقول إنه عندما كان طفلا فلقد كان يجد الأمر أكثر صعوبة حيث أنه لم يكن مستعدا نفسيا لهذا الأمر في ذلك الوقت. ولكن بمساعدة والديه في كيفية التفكير في النظام الغذائي وممارسة الرياضة فقلد أصبح الأمر أسهل بكثير بالنسبة له على مر السنين. واليوم أصبحت أيام شهر رمضان مثل أية أيام أخرى.
هل يمكنك أن تشعر بأن وضعك أفضل في شهر رمضان؟
نعم بدون أدنى شك. إنه النسبة لي مثل أي يوم عادي. ثمة أيام تشعر فيها بأنك أفضل من المعتاد وأيام ترى نفسك فيها في حال سيء. قد يحدث أحيانا أن أشعر خلال مباريات معينة بخفة في جسدي. ومع ذلك فهناك فرق كبير وهو أنني خلال شهر رمضان غالبا ما أشعر بسعادة وارتياح كبيرين. هذا الشهر ليس مجرد شهر الصوم حيث أننا نحاول أن نكون أشخاصا أفضل على مستويات مختلفة. يقول نبيل : «أعتقد أن هذا يجعلك أقوى عقليا بكثير".
يتمنى نبيل أن يدرك المزيد من الناس أن الصوم ليس سوى جزء صغير من رمضان. فالشهر الفضيل أكبر من ذلك بكثير. ويشير إلى أنه غالبا ما يتلقى أسئلة حول الشهر وكلها تتعلق بالصوم. رمضان هو أفضل شهر في السنة بالنسبة لنبيل ولو فهمه المزيد من الناس لقلت الأسئلة حول سبب صيامه.
ولكن ماذا تفعل عند الصيام والتدريب؟ هل لديك أي روتين خاص؟
-أفكر بشكل أساسي في النظام الغذائي وكيف آكل وماذا آكل. عندما تغرب الشمس فيجوز لك أن تأكل ومن المهم عدم تناول وجبة كبيرة دفعة واحدة. بدلا من ذلك فأنا أبدأ بمأكولات خفيفة مثل التمر وبعض الحساء وشرب الكثير من الماء. يقول نبيل أن تقسيم الوجبات إلى أجزاء أصغر يجعل الجسم يمتص الطاقة بطريقة أفضل ويجعلني لا أشعر بالثقل في الجسم.
- عندما يتعلق الأمر بالتدريب فمن المهم إجراء حوار مع مدربك أو ناديك. ليس من الممكن دائما تغيير سياق العمل أو تغيير أوقات التدريب - ولكن إذا كان علي الاختيار لكنت قد اخترت التدريب في فترة ما بعد الظهر قبل غروب الشمس أي قبل الإفطار مباشرة. ويواصل كلامه، قائلا: «لأنه بعد ذلك يمكنني الحصول على طاقة جديدة مباشرة بعد التدريب».
وإذا كنت تقوم بالتدريبات صائما خلال شهر رمضان فما الذي يجب أن تضعه في اعتبارك؟
- الاستعداد الذهني. يجب عليك أن تكون مستعدا ذهنيا.
نواصل الحديث عن المدرب ودور النادي وكيفية تعامل مدربه مع هذا الأمر. يشير نبيل إلى أنه كان دائما يتحاور مع الأندية التي كان فيها ويعتقد أن بعضها أبدى تفهما للأمر على عكس البعض الآخر. كان على مر السنين على اتصال مع العديد من المدربين البدنيين الذين ساعدوه في كل من التدريب والنظام الغذائي ويقول إنه بالطبع أمر إيجابي للغاية أن يكون المدربون على دراية بالموضوع ويتفهمونه. ويضيف أيضا أن الأمر قد يختلف أيضا بين المناطق المختلفة. في الشرق الأوسط على سبيل المثال فإن المجتمع يتكيف بطريقة مختلفة تماما إذ تجري التدريبات في وقت العصر. في السويد تختلف الحالة.
وأخيرا تحدثنا عن أروع ذكريات نبيل عن رمضان وأخبرنا أن لديه الكثير منها. أكثر ما يتذكره حقا هو المشاركة الجماعية الرائعة التي تتحقق دائما خلال هذه الفترة. تجتمع العائلة والأصدقاء وتتواصل اجتماعيا وتتناول العشاء معا في أجواء رائعة. وهذه المشاركة بالذات عامل مهم في عملية تسهيل الصيام وممارسة الرياضة. أنت لست وحدك - بل إن ملايين الأشخاص حول العالم يفعلون ذلك معا.
